الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني

الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني

  • الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني

اخرى قبل 4 سنة

الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني

عبدا لحميد الهمشري *

كما هو معلوم فإن الإعلام يعتبر السلطة الرابعة في كل بلد، رسالته سامية، يمثل ركيزة هامة في حماية الوطن والمجتمع ومرتكزاته ويكشف عما يتعرض له من تشويش في سبيل التأثير السلبي على مواقفه.

ولا شك أنه مركز إشعاع إبداعي وبناء في حال اتسم بالنقاء والطهر والصفاء وكشف بواطن القوة والضعف في المجتمع، وما يتهدده من مخاطر داخلياً وخارجياً تضر بأمنه واستقراره وتماسك بناه والخلل المتمثل بالفساد، وسيف مسلط على أدوات الخداع وصنع الكذب في الإعلام الذي يستهدف النيل من الدولة بكل مكوناتها كما يفعل الإعلام الصهيوني الذي تقوده أعلى أجهزة في الدولة من رئاستها حتى أجهزتها المخابراتية الأمنية على المستويات كافة المحلية والدولية والإقليمية، فالحرب النفسية والصراع والهيمنة والترويج وإرهاب الناس هي أدواته في التأثير على خصومه.

 وحتى ندرك مخاطر الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني لا بد لنا من الإلمام بمفهومه والأهداف المرسومة من ورائه، فالخداع الإعلامي مشروع منظّم ومخطط يعتمد التشويش على الأذهان و العقل والإيهام بزوال خطر ما يتهدد السلامة العامة والأمن الداخلي لبلد معين للتأثير على قيادته وشعبه بزرع بذور الفتن وهدم المعنويات والتأثير نفسيا بطريقة سلبية على الطرف المتلقي للأخبار والمعلومات، والتلاعب بالرأي العام بخلق واقع مزيف ومغلوط، كاستخدام معلومات كاذبة، أو فبركة أخبار أو إخفاء معلومات حقيقية وأساسية، بغية تحقيق أهداف سياسية أو لإيقاع الخصم في الخطأ بالحسابات تدفعه لسلوك ما يريده الطرف المخادع.

هذا الأسلوب استخدمه الإنسان منذ القدم بغرض فرض إرادته على الآخر وهو يقود المخادع للوصول إلى مبتغاه المفضي للسيطرة والهيمنة على المخدوع دون عناء، فمثلاً عندما طال حصار طروادة والذي استمر زهاء «10» سنوات استعصى على الإغريق احتلالها فابتدعوا حيلة لتحقيق ذلك فصنعوا « حصان طروادة» وملأوه بالمحاربين الإغريق، وتخفى بقية الجيش وبدا وكأنه رحل، وهذا دفع الطرواديين للظن بانتهاء الخطر، وكان بينهم جاسوس إغريقي زين لهم الأمر رغم تحذيرات صدرت من بينهم لم يلقوا لها بالاً، فأمر الحاكم بإدخاله إلى المدينة في احتفال بهيج، فكانت الكارثة التي أدت لاحتلال المدينة ونهبها وقتل رجالها وسبي نسائها وأطفالها كعبيد، وهذا ما تستخدمه الحيوانات الضعيفة التي تلجأ لحيل تمكنها من تضليل أعدائها لتنجو من خطر افتراسها.

فالسياسة في العصر الحديث تنتهج مبدأ الميكافيلية «الغاية تبرر الوسيلة « حيث يُرى في الأخلاق الحميدة والاستقامة عناصر لا تصلح في السياسة والعلاقات الدولية وعلى ذلك جرى تعريف السفير بأنه رجل أمين أُرسل إلى الخارج، ليكذب من أجل مصلحة دولته، وعلى هذا قيل أنه في زمن الحرب يصبح الصدق شيئاً ثميناً، لابد أن يُحاط بسياج من الأكاذيب كما أعطى سكرتير إعلامي أمريكي الحق للدولة ليس أن تكذب فقط، بل الواجب يحتم عليها ذلك.

وعلى هذا النهج تسير الدولة العبرية لتخدع العالم بأسره بما تصنعه وكأنه حقيقة واقعة، مستخدمة أسلوب ضربني وبكى وسبقني واشتكى، فتكسب من خلال ذلك الرأي العام العالمي مدعومة بقادة دول الهيمنة، في وقت يكون فيه الإعلام العربي عاجزاً عن مجاراة هذا العدو المحتال، ليس لعجز في القدرات بل استهتاراً بالخطر الكامن من ورائه لغياب الاستراتيجيات الإعلامية التي تفشل مرامي العدو.

  *كاتب  وباحث في الشأن  الفلسطيني

 

التعليقات على خبر: الخداع وصناعة الكذب في الإعلام الصهيوني

حمل التطبيق الأن